معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
معتاد لدينا أن من أهم الخلافات الاستراتيچية بين الولايات المتحدة وإسرائيل التوازن الإقليمي في القوى، يعني واشنطن تسعى دائماً لاحتفاظ الدول الأكبر المتنافسة في الإقليم بمقومات القوة اللازمة لحفظ هذا التوازن، أما إسرائيل فترفص ذلك وتسعى ليس فقط للتفوق على منافسيها بل للانفراد بالقوة.
واليوم نجد ما يتعارض مع هذه الاستراتيچية الأمريكية، حيث تقوم واشنطن بدعم إسرائيل لتدمير قدرات إيران دون اتساخ أيديها كما ذكرت في مقال تحليلي سابق لي نشرته منذ أيام.. وكنا ندرس السبب في هذا التناقض ووصلنا لسببين رئيسيين:
1- “إيران وحزب الله”.. فجماعة حزب الله، والتي أصبحت مؤثر قوي في ميزان الأمن في الشرق الأوسط، وإيران، غير العربية، التي أصبحت مسيطرة أو على الأقل مشاركة في مسار ومستقبل 4 دول عربية وهو عدد قابل للزيادة. فالإدارة الأمريكية الحالية يهمها تقويض قدرات إيران الشاملة دون أن تتسخ أيديها مع عدم توسيع الحرب، وبما يحرم طهران القدرة على بناء قدراتها مرة أخرى بسرعة، أو دعم أذرعها في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
2- “روسيا”، حيث إن بتقويض قدرات إيران تصبح غير قادرة على دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا.