معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
 
7/ سوريا
07 ديسمبر
حسب ما ورد:
1- عائلة الرئيس السوري بشار الأسد انتقلت إلى روسيا بسبب التقدم السريع لقوات هيئة تحرير الشام وصولاً إلى مدينة حمص بعد السيطرة على حلب وحماة. حيث إنتقلت أسماء الأسد المولودة في بريطانيا إلى موسكو الأسبوع الماضي. وغادر اثنان من أصهار الأسد إلى الإمارات. ولا يزال مكان وجود بشار الأسد غير واضح إن كان ما زال في سوريا أو انتقل لإيران أو غيرها.
2- الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين لا يريد مساعدة النظام السوري، لدرجة إنه يشعر بالاشمئزاز من حقيقة أن جنود الجيش السوري لم يقاوموا وفروا وتركوا أسلحتهم في القواعد التي استولى عليها المتمردون.
وحتى الآن، لم يقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لحليفه السوري أي مساعدة كبيرة، ما لم نحسب الضربات الجوية الروسية على مواقع المتمردين. لكنهم لم يوقفوها. وورد أن بوتين قال: “ليس لدى روسيا خطة لإنقاذ الأسد، ولا ترى أي خطة حتى ما دام جيش الرئيس السوري مستمراً في تطهير مواقعه”.
ومن ثم، لا يبدو أن روسيا قادرة، أو حتى راغبة، في إنقاذه.
3- تلقى الأسد نصيحة من زعماء دول بمغادرة البلاد وإقامة حكومة في المنفى، خاصة وأنه بالإضافة إلى الهجوم من الشمال من حلب عبر حماة وحمص، فإن الأسد مهدد بالهجوم من الجنوب ومن مدينة درعا، التي يسيطر عليها التنظيمات المسلحة أيضاً، حيث يسيطر المتمردون الآن على أكثر من 90% من مساحة أراضي المحافظة، بما في ذلك مدينة درعا، حيث انسحبت القوات الحكومية.
الرأي:
حالة صحة ما ورد أتصور الآتي:
1- كانت روسيا تريد البقاء إلى الأبد في المياه الدافئة شرق المتوسط، وقد نجح بوتن في تحقيق ذلك مع ضمان بقاء الأسد للأبد أيضاً، ولكن الآن الوضع يزداد سوءاً, مع الوضع في الاعتبار أن خسارة روسيا تواجدها في المياه الدافئة شرق المتوسط قد يؤثر سلباً على تواجدها نفوذها في أفريقيا. كان الحل الأنسب لروسيا لتبقى صاحبة اليد العليا في سوريا لو أنها رضيت بأي مفاوضات تنهي حربها في أوكرانيا ولو بخسائر چيوسياسية حتى تركز جهودها في سوريا عسكرياً للحفاظ على بقاء الأسد للأبد، ولكن يبدو أن كل من بوتين والأسد راهن واعتمد على الآخر، وكلاهما اعتمد على إيران، كما أن إيران اعتمدت عليهما، بشأن ثبات الموقف الأمني والعسكري في سوريا، ولكن رهانهم المبني على تقديرات استراتيچية خاطئة واستهانة شديدة بالتهديدات ومدى خطورة تطورات المواقف على كافة المسارح، جعلتهم يعيشون في عالم مواز.
2- ومن ثم، ستلجأ روسيا للتنسيق مع تركيا بشأن ترتيب الأوضاع فيما بعد الأسد، في محاولة لإبقاء القواعد والتمركزات العسكرية الروسية في سوريا، ولو في أضيق الحدود. ما يشير في هذه الحالة ومع احتمال صحة التقدير، إلى لتحول النفوذ التركي بما يجعل لتركيا اليد العليا في سوريا ولروسيا اليد السفلى الأقل سطوة. حيث كانت روسيا تحمي النظام السوري الحاكم بقيادة بشار الأسد ليضمن الأسد بقاء روسيا في المياه الدافئة شرق المتوسط للأبد.
3- ذلك سيضعف الموقف الروسي في الشرق الأوسط خاصة أمام منافسيه الأهم، الولايات المتحدة من جانب والناتو من جانب آخر، ما سيؤثر سلباً ولو نسبياً على الحرب في أوكرانيا، وفيما بعد على التواجد الروسي في أفريقيا، وسيزيد من حجم وسرعة التقارب الروسي إلى تركيا، بشروط وموائمات إن لم تمليها أنقرة على موسكو، ستكون على الأقل لصالحها.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)