بقــلم د. ســــيد غنــــيم
أبرمت إيران والصين شراكة (اقتصادية وأمنية) من شأنها أن تمهد الطريق لمليارات الدولارات من الاستثمارات الصينية في الطاقة وقطاعات أخرى ، مما يقوض جهود إدارة ترامب لعزل الحكومة الإيرانية بسبب طموحاتها النووية والعسكرية.حيث ينتظر أن يتوسع الوجود الصيني في البنوك والاتصالات والموانئ والسكك الحديدية وعشرات المشاريع الأخرى. في المقابل، ستحصل الصين على إمدادات منتظمة وإن كانت مخفضة من النفط الإيراني على مدى 25 عاماً مقبلاً.كما تعمق الشراكة الصينية/ الإيرانية التعاون العسكري بين البلدين مما يمنح الصين موطئ قدم في منطقة شغلت بال الولايات المتحدة استراتيجياً لعقود. ويدعو إلى تدريبات وتمارين عسكرية مشتركة، فضلاً عن بحوث مشتركة وتطوير الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخبارية – وذلك في إطار “المعركة غير المتماثلة مع الإرهاب وتهريب المخدرات والبشر وكذا الجرائم العابرة للحدود”.
وفي رأيي، أرى أنه أمر غير مفاجئ، فالشراكة التي اقترحها رئيس الصين “شي جين بينغ” لأول مرة خلال زيارته لإيران عام 2016 – وافقت عليها حكومة الرئيس حسن روحاني في يونيو 2020. وهو ما يشير أن إيران كانت تتجنب خسارة باقي أطراف الاتفاقية النووية (الولايات المتحدة وأوروبا)، والتي كانت تأمل حكومة روحاني تطور العلاقات الاقتصادية معها. إلا أنه، وارتباطاً بالوضع الراهن، تأتي الشراكة الصينية/ الإيرانية في الوقت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة من الركود وفيروس كورونا، وتزداد عزلة دولية، حيث تشعر بكين بالضعف الأمريكي.
ومن ثم أرى أن أهداف الشراكة الصينية/ الإيرانية في الوقت تتلخص في الآتي:
– توسيع نفوذ الصين في الشرق الأوسط إلى أكبر مدى ممكن في الوقت الراهن.
– إنعاش شريان حياة اقتصادي لإيران قد ينقذ وضعها الاقتصادي ويخفف من تداعيات العقوبات الأمريكية عليها.
– تمكين الصين من خلق نقاط تفاعل جديدة لصالح الصين مع الولايات المتحدة.- بدايات تحول السيطرة الأمنية على الخليج العربي من الولايات المتحدة إلى الصين، حيث تمنح هذه الشراكة الصين نقطة استراتيجية على المياه التي يمر بها معظم نفط العالم وتحديداً خارج مضيق هرمز مباشرة على مدخل الخليج العربي، المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية الحاسمة بالنسبة للولايات المتحدة والتي يؤمنها الأسطول الخامس الأمريكي.
– تشكيل مفهوم رد قوي على الولايات المتحدة مقابل انسحابها من الاتفاقية النووية.
التداعيات المحتملة:
– ظهور مخاوف في الداخل الإيراني من أن الحكومة الإيرانية تبدو أنها تبيع إيران سراً للصين في لحظة ضعف اقتصادي وعزلة دولية، ارتباطاً بما يعتبره المعسكر الغربي “الانتهازية الصينية”.
– قد تتضرر العلاقات الصينية بالسعودية والإمارات، الأمر الذي قد يفشل سياسة الصين ذات العلاقات المتوازنة في المنطقة. إلا أن الصين بلا شك قد مهدت مع الشريكين الخليجيين تجاه التحرك الصيني الذي لا يعتبر أمراً مستحدثاً ولكنه تطوراً لوضع كائن بين الصين وإيران.
شارك

administrator