أولاً: أسئلة عقب استهداف ناقلتين نفط مدنيتين يابانية ونرويجية:
السؤال الأول:من في رأيك الجهة المسؤولة عن تنفيذ عملية ضرب ناقلتي النفط المدنية اليابانية والنرويجية يوم الخميس 13 يونيو، ولماذا؟
الإجابة: أولاً يجب أن نلاحظ أن تلك الهجمتين قد نُفذت في الوقت الذي زار فيه إيران “شينزو آبي” رئيس وزراء اليابان، البلد الحليف للولايات المتحدة والمستورد الكبير للنفط الإيراني.أعتقد أن الزيارة التي تحمل وساطة (غير معلومة التفاصيل) والتي يتبناها رئيس الوزراء الياباني بين واشنطن وطهران خلال زيارته لإيران، لا ترغب فيها بعض الأطراف. ومع ذلك، يمكن أن تكون السيناريوهات المحتملة متضمنة الفاعلين المحتملين في هذه هذه العملية الأخيرة كالآتي:
أولاً: بدأت حرب الخليج الأولى بسبب استفزازات بعض عناصر الجيش الإيراني الموالي للثورة الإسلامية، وبأوامر مباشرة من قائد الثورة، متجاوزة قيادة القوات المسلحة وهيئة الأركان الإيرانية. وبمرور السنين، أنشأت إيران العديد من الأنظمة والميليشيات المسلحة التي يمكن أن تنازع فيها القوات المسلحة النظامية وأجهزة الأمن الإيرانية في سلطاتها. هذه الأنظمة تتحرك بحرية أكبر بكثير مقارنة بتلك الهيئات الرسمية. ومن ثم، فمن الممكن أن أحد العناصر الفرعية التابعة لهذه الميليشيات أن تكون متورطة في هذه العملية. الأمر الذي قد يشير إلى التخبط في الداخل الإيراني.
ثانياً: من قبل الجماعات المسلحة (الإرهابيين) بتمويل من أحد الأطراف التي تسعى إلى تنفيذ ضربة عسكرية قوية ضد إيران مثل إسرائيل، أو أي مستفيد آخر كروسيا.
ثالثًا: من جانب الجماعات الإرهابية التي تهدف إلى اندلاع حرب كبرى في المنطقة لتهيئة الظروف لاستئناف أنشطتها.
السؤال الثاني: هل ستنفذ الولايات المتحدة ضربة عسكرية ضد إيران؟.
والإجابة ببساطة، أن هذا السؤال يعد غير دقيق، أما السؤالين الأكثر دقة فهما كالآتي:
الأول: هل الخطوات المتخذة بواسطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ومستشاريه تشير إلى احتمال الولايات المتحدة بتنفيذ ضربة عسكرية؟
والإجابة في هذه الحالة: نعم.وذلك ارتباطاً بسبق قيام ترمب بإعلان انسحاب الولايات لمتحدة من الاتفاقية النووية مع إيران، ثم فرض عقوبات جديدة على إيران وتغليظها فيما بعد، ثم تسليح السعودية بصفقات سلاح ضخمة، ثم إدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية ثم نشر قوات أمريكية بحجم نيراني هائل في الخليج العربي، ثم قرار نشر قوات أخرى داعمة لها والمنتظر تنفيذه قريباً بقوة 1500 فرد.
أما الثاني فهو: هل الظروف الحالية بالمنطقة تسمح للولايات المتحدة لتنفيذ ضربة ضد إيران؟
والإجابة هنا: لا.فالموقف الحالي بالمنطقة يختلف عن ظروف الحرب على العراق، حيث انتشار الإرهاب والحروب الأهلية في اليمن وسوريا وليبيا وعدم الاستقرار السياسي في السودان، وتعاظم التنافس الدولي والإقليمي في المنطقة. ومن ثم، يُحتمل الآتي:تغليظ العقوبات لفرض الحصار البري والبحري والجوي على إيران. حيث أظن ان الولايات المتحدة قد يكون أمامها بديل مهم بعيدا عن الضربات العسكرية و هو تحويل العقوبات الامريكية الى عقوبات دولية ملزمة على ايران.وعن الوضع العسكري، فمهمة القوات الامريكية فى الخليج واضحة ومحددة وهى حماية حرية الملاحة فى المنطقة وما يستتبعه من أعمال مراقبة وإستعداد للتدخل ولحماية تجمعاته وقطعه البحرية. مما يشكل الردع اللازم لإيران للخضوع للإرادة الأمريكية. وفي حالة إعطاء الأوامر للقوات الأمريكية لشن ضربة ضد إيران فأتوقع أن تكون في صورة ما يسمى “ضربة تكتيكية محدودة” لتدمير أهداف محددة ومؤثرة داخل إيران.وبناءً على ذلك، أتوقع أن القيادة المركزية الأمريكية حالياً في حالة تأهب لاتخاذ إجراء عسكري ضد إيران مع صدور أول أمر لها بذلك. وأزعم أن القيادة المركزية تعمل حالياً لدراسة السيناريوهات المختلفة.
السؤال الثالث (من الجميع):من تتوقع يكون صاحب مصلحة في ذلك، ومن ثم قد يكون متورط ولو بشكل غير مباشر كطرف ثالث في تنفيذ تلك العمليات التخريبية ضد ناقلات السفن؟
الإجابة: إسرائيل طبعاً، وذلك لاهتمامها الدائم لتنفيذ ضربات جراحيه مركزة ضد المفاعلات النووية والصواريخ البالستيكية الإيرانية، والثاني روسيا بهدف الاستفادة من رفع أسعار النفط.
السؤال الرابع (من دولة آسيوية):هل تتوقع أن الولايات المتحدة قد تكون محل شبهة أيضاً كطرف ثالث متورط في تنفيذ تلك العمليات التخريبية؟
الإجابة: لا أعتقد. فالولايات المتحدة اعتادت الغرور والتعالي خاصة في الإجراءات العسكرية، والتي تنفذها ضد أي دولة بشكل مُعلن دون حساب لأحد، وأحياناً كثيرة بإرادة منفردة منها.
السؤال الخامس: في اعتقادك، كيف سيفكر الرئيس دونالد ترمب في المرحلة التالية؟
الإجابة: الرئيس ترمب يتخذ قراراته من خلال ثلاث اعتبارات رئيسية وهي (الربح – أنا ترمب أنا الأفضل – كل من قبلي سيئ أما أوباما فهو الأسوأ). ومن ثم، فإن ترمب يفكر حالياً في اتخام خزينة بلاده بالأموال، والنجاح في نيل فترة رئاسية ثانية والحصول على جائزة نوبل كما حصل عليها أوباما.وبناءً على ذلك، أعتقد أن ترمب سيركز على استكمال صفقات السلاح مع الدول الحليفة، والتركيز على الداخل والمواطن الأمريكي، والتركيز على حملته الانتخابية القادمة، وتهدئة حدة خطاباته وتويتاته مبتعداً قليلاً عن اللهجة العنيفة التي تحض على الحروب، وهو الأمر الذي قد يشغله بل وينأى عن محاولات الخوض في عمل عسكري كبير، وأظن أن هذا من بين ما تراهن عليه إيران.
السؤال السادس (من اليابان): ما الذي تقترحه على صناع القرار في اليابان؟
الإجابة: سرعة إعلان تقرير واضح ومحدد عن أهداف ونقاط النقاش والنتائج من زيارة رئيس وزراء اليابان لإيران، لأن تقريره سيفيد في توضيح الخطوات الدولية القادمة، وسيعفي اليابان من أي مواضع شبهة.
السؤال السابع: ما هي توقعاتك للفترة القادمة؟
الإجابة: من المحتمل قيام الولايات المتحدة بتغليظ العقوبات لفرض الحصار البري والبحري والجوي على إيران من خلال تصويت دولي بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وعن الوضع العسكري، فإن مهمة القوات الأمريكية فى الخليج واضحة ومحددة، وهى حماية حرية الملاحة فى المنطقة وما يستتبعه من أعمال مراقبة وإستعداد للتدخل لحماية القطع البحرية الأمريكية والحليفة والقواعد العسكرية الأمريكية بالمنطقة. الأمر الذي يفترض أن يشكل الردع اللازم لإيران وإجبارها على الخضوع للإرادة الأمريكية ولكافة شروطها.وفي حالة إعطاء الأوامر للقوات الأمريكية لشن ضربة ضد إيران فأتوقع أن تكون في صورة ما يسمى “ضربة تكتيكية محدودة”، وكما نوهت القيادة المركزية الأمريكية ومسؤولين أمريكيين، لتدمير أهداف محددة ومؤثرة داخل إيران. مع العلم أن قائد مجموعة القتال الأمريكية في الخليج مكلف بتنفيذ مهمة عسكرية محددة وواضحة، وأن القيادة المركزية الأمريكية قد وفرت له الحجم والقدرات اللازمة من الأفراد والأسلحة خاصة مصادر النيران والأجهزة والمعدات المتطورة التي تهيئ له ظروف إنجاح مهمته وبتفوق كبير، وذلك تحسباً لحالة تعرضه لتهديد مباشر من إيران أو في حالة صدور أوامر أمريكية بالضرب ضد ايران. ومن ثم، أظن أن القيادة المركزية الأمريكية حالياً في حالة تأهب لاتخاذ إجراء عسكري ضد إيران مع صدور أول أوامر لها بذلك. وأزعم أن القيادة المركزية الأمريكية تعمل حالياً لدراسة السيناريوهات المختلفة والفرص المتاحة والمخاطر المحتملة.
ثانياً: أسئلة عقب قيام إيران بإسقاط طائرة أمريكية موجهة بدون طيار:
السؤال الأول: في هذا المسرح، من أين تأتي الطائرات الأمريكية؟
الجواب هو أن الطائرات الأمريكية يجب أن تأتي من حاملة الطائرات الأمريكية لينكولن وغيرها من القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، لأنه يمكن اكتشاف الطائرات التي تأتي من مسافات بعيدة. مع الوضع في الاعتبار أنها تحتاج أيضاً إلى تصاريح دبلوماسية من البلدان التي سوف تطير عبرها.
السؤال الثاني: إذا كانت الطائرات المخصصة لقصف إيران تقلع من قطر أو من حاملة الطائرات الأمريكية لينكولن، هل سيكون لدى ترامب الوقت الكافي لتغيير رأيه؟
الإجابة “لا”، حيث أعتقد أن ترامب لم يكن لديه الوقت لتغيير رأيه، فقد أعلن أنه أرسل أوامره لضرب إيران ثم غير رأيه بعدها بساعات قليلة جداً، أو أنه ربما لم يصدر اوامره بالضرب من الأساس، أو أن موعد تنفيذ الضربة كان محددا ليكون في اليوم التالي مثلأ إلا أن تراجع ترمب عن قراره بالضرب كان خلال 3 ساعات فقط تقريباً.
السؤال الثالث: هل مارست دول الخليج بعض الضغوط في اللحظة الأخيرة على ترامب بمجرد إخطارها بالهجوم الوشيك؟
قد يصعب الإجابة على السؤال خاصة وأن احتمال الحرب توقع، إلا أننا يجب أن نتذكر أن بعض دول الخليج لا تميل للحرب.
السؤال الرابع: هل هو مجرد قلب الورق في بولة بوكر من الولايات المتحدة؟ أي أنه مجرد خداع دون أي نية حقيقية للحرب من قبل الولايات المتحدة، فقط لإخافة إيران؟
الجواب في رأيي هو “لا”، لأنه يبدو أن الولايات المتحدة في وضع حرج للغاية ولا تمتلك عنصر المبادأة بشكل كامل.
السؤال الخامس: هل بدأت إسرائيل والدول العربية السنية في حشد جيوشهم؟
الإجابة في رأيي لا، فالأوضاع في دول الخليج ما زالت تبدو هادئة، وليس هناك أي ملامح لاستنفار البلاد تحسباً للحرب.
السؤال السادس: كيف ترى إيران الجانب الآخر الآن؟
الجواب هو أن إيران قد تعتقد الآن أن “التحالف” غير موحد لشن حرب ضدها. الأمر الذي قد يمنح إيران بعض الوقت للقيام بعمليات ضد الناقلات أو شيء من هذا القبيل.
الجواب هو أن إيران قد تعتقد الآن أن “التحالف” غير موحد لشن حرب ضدها. الأمر الذي قد يمنح إيران بعض الوقت للقيام بعمليات ضد الناقلات أو شيء من هذا القبيل.
ســــيد غنيــــم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس مركز دراسات شؤون الأمن العالمي والدفاع