بايدن: الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة للدفاع عن تايوان، وإنها تقف مع الدول الأخرى للتأكد من أن الصين لا تستطيع استخدام القوة في تايوان.
الرأي:
قبل نهاية العام الماضي، كنت قد فسرت التزامن بين تكثيف طلعات الطائرات المقاتلة الصينية فوق تايوان بدرجة غير مسبوقة خلال شهر أكتوبر عام 2021 وبين بدء العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا بعدها بشهرين بأنه توافق صيني روسي لتشتيت الجهود الأمريكية بين شمال شرق آسيا في بحر الصين الجنوبي وبين شرق أوروبا في البحر الأسود والبلطيق.
واليوم يصرح بايدن بدعمه المباشر علانية لتايوان أمام الصين كما دعم على الأرض الموقف الأوكراني في مواجهة روسيا بشكل غير مباشر، لأنه يتحسب بشدة لاحتمالية دعم جبهتين استراتيجيتيين منفصلتين في وقت واحد. خاصة أن بايدن قال صراحة وبوضوح أن “الولايات المتحدة ستستخدم القوة العسكرية في حالة تحرك عسكري صيني ضد تايوان”.
الأمر الأكثر خطورة، أن الولايات المتحدة من أجل تجنب فرصة المواجهة سواء المباشرة أو غير المباشرة على جبهتين رئيسيتيين في وقت واحد، (مستغلة الحالة الحالية من التخوف والترقب وعدم الاستقرار الإقليمي والعالمي)، أن يظهر احتمال قيام الولايات المتحدة باتخاذ موقفاً أكثر جرأة وقوة من جانبها وبالتعاون مع القوى الغربية في أزمة شرق أوروبا والحرب الأوكرانية كإجراء رادع تجاه الصين الشعبية، والتي تعتبر حرباً جارية يسهل السيطرة على الأمور داخلها مقارنة بالموقف شمال شرق آسيا البعيد والذي يصعب توفير الإمدادات تجاهه.
جدير بالذكر أمرين:
الأول: أن الولايات المتحدة لديها خمس اتفاقيات دفاع مع خمس دول في الباسيفيك فضلاً عن أوروبا.
الثاني: تحالف الرباعي “إيندو باسيفيك منطقة حرة ومفتوحة” بعضوية الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، والمقرر اجتماعه في اليابان يوم 24 مايو 2022.
لواء دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل كلية الحرب العليا، أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع – أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل