معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
 
الثلاثاء 04 فبراير 2025
“تصعيد التحرك التركي في سوريا (موضع الفعل الموازي لإسرائيل)”
في أولى خطوات إحلال تركيا لإيران وربما روسيا في سوريا، ومع مساعي أنقرة لتعزيز دورها كلاعب رئيسي في سوريا، قررت تركيا إنشاء قواعد جوية غرب سوريا”إنشاء قاعدتين تركيتين في منطقة الصحراء السورية، المعروفة بالباديه، مع احتمال نشر مقاتلات إف-16 مستقبلاً، وتحديداً قاعدة جوية في مطار تدمر العسكري، وفي قاعدة T4 للجيش، وكلاهما يقع في محافظة حمص”، وإنشاء وتدريب الجيش السوري الجديد، حيث تم حل الفصائل المتمردة ودمجها في قيادة عسكرية موحدة، كل هذا بتخطيط وتحت إشراف تركي، في خطوة لفرض القوة وانتشار النفوذ التركي بشكل أكبر في جارتها الإقليمية.
هذا النفوذ التركي بلا شك سيحميه اتفاقية دفاع مشترك بين أنقرة ودمشق الجديدة قد تؤدي إلى تصاعد التوترات مع دول الخليج وتضع إسرائيل في موقف حرج يعكس تهديد متزايد لاستقرار المنطقة.
وقد طلبت الإدارة السورية الجديدة من تركيا توفير طائرات بدون طيار ورادارات وأنظمة حرب إلكترونية لتعزيز قدرة السيطرة على الحدود مع إسرائيل، مع احتمال تسليم الطائرات بدون طيار في المستقبل القريب.
في المقابل نجد أن إسرائيل قد أنشأت بالفعل قواعد عسكرية في المنطقة العازلة بهضبة الجولان السورية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يناقش فيه الكرملين مع الإدارة السورية الجديدة مصير قاعدتيها العسكريتين لها في “القاعدة البحرية في طرطوس، وقاعدة حميميم الجوية قرب مدينة اللاذقية الساحلية”.
هدف تركيا:
ملئ الفراغ الذي تركته إيران وروسيا، وتقويض قدرات قوات سوريا الديمقراطية المنتسبين للأكراد في شمال شرق سوريا، والمتضمنين وحدات حماية الشعب (YPG) والتي تصنفها تركيا إرهابية.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمردا ضد الدولة التركية منذ عام 1984، وتعتبرها كل من تركيا والولايات المتحدة جماعة إرهابية.
أتوقع:
– توغل تركي أكبر في سوريا.
– صدام معقد للغاية في المصالح في سوريا، بشكل تظهر فيه تركيا من ضد قوات سوريا الديمقراطية مع احتمال قيام تركيا بالإيقاع بين أحمد االشرع وقوات سوريا الديمقراطية للندخل العسكرية التركي المباشر بالقوة، يواجه ذلك أمنياً كل من إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة وفرنسا أمام التحرك التركي.
– تقارب مصري حذر نحو الإدارة السورية الجديدة ربما منفردًا أو مع الإمارات أو السعودية.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)