معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
نعم، يبدو أنه إذا خسرت إيران قدرتها على الوصول إلى الساحل في سوريا ولبنان، وخسرت روسيا معاقلها في حميميم وطرطوس وغيرها في سوريا، فإن تركيا والتنظيمات الإسلامية سوف يصبحون اللاعبين السائدين في المرحلة الجديدة من اللعبة السورية، مع كل علامات الاستفهام المتعلقة بالحكم والاستقرار في ظل حكم التنظيمات الإسلامية الذي أثبت فشله.
ولتفهم أعمق للموقف التركي قد يجب الإجابة على 4 أسئلة:
الأول: لتركيا اليد العليا في سوريا، ما الذي قد يدفع تركيا إلى السماح لروسيا بالاحتفاظ بأي نوع من الوجود العسكري البحري في شرق المتوسط أو غرب المتوسط – ما هي المصالح المشتركة بين أنقرة وموسكو في أفريقيا أو الشرق الأوسط بشكل عام؟
الإجابة ببساطة تركيا لا تحتاج لروسيا على الإطلاق في تلك المناطق.
الثاني: هل تحتاج تركيا إلى التوصل إلى اتفاق مع روسيا على أن تقبل التواجد الروسي في سوريا؟
الإجابة ببساطة لا. فالوجود الروسي في شرق المتوسط ليس مفيدًا لتركيا على الإطلاق، في الوقت الذي تحتاج فيه روسيا إلى سوريا لتوسيع نفوذها في إفريقيا وخاصة عبر ليبيا، فلروسيا منافسين في تلك المناطق. إذا خسرت روسيا سوريا، فقد تكون ليبيا التالية التي ستخسرها. ومن ثم، فالتقدير هو أن تركيا ستنتظر وترى.
الثالث: ما هي المصلحة التركية المتوسطة والطويلة الأجل؟
كما كانت قبل 10 سنوات: إنشاء مجال نفوذ تركي من خلال السيطرة/فرض النفوذ على الدول الإسلامية ذات التفكير المماثل (أساساً أيديولوجية الإخوان المسلمين أو مشتقاتها). قد يكون هذا ممكنناً في أجزاء من سوريا. قد يكون ممكناً أيضاً في الأردن – فقط فكر في حقيقة أن الأردن بها أغلبية من الفلسطينيين في السكان الذين لابد أنهم تأثروا بشدة بالحرب بين إسرائيل وحماس، ولديها أزمة اقتصادية مزمنة تقريباً. هل يمكن أن ننتظر قيام جمهورية إسلامية فلسطينية داخل حدود الأردن؟
الرابع: ما هو موقف بقية أنظمة الحكم في المنطقة تجاه التنظيمات الإسلامية حالة تمكنها أو استيلائها على السلطة في سوريا؟
الإجابة هي أن الأنظمة ترفض وجود للتنظيمات الإسلامية على رأس أي دولة عربية، حيث سيشعرون بتخوف شديد يصل لحد الرعب من قدرة التنظيمات المسلحة الإسلامية على تعزيز سلطتهم والنمو بما في ذلك تأثيرهم المعنوي العابر للحدود والذي قد يتردد صداه حتى في بلدان أوروبا الغربية.
وأكبر دليل على ذلك ما يمكن أن نستشعره من مجريات قمة المنامة المنعقدة حالياً، ما أستطيع أن أقوله وحسب ما ورد من المنامة الآن، هو أن كل الدول العربية تخشى وتتحسب بشدة لما قد يحدث في سوريا. وهذا يضيف طبقة أخرى من انعدام الأمن وعدم الاستقرار الذي لا يريده أحد في العواصم العربية.