* ملحوظة: الخريطة المرفقة من موقع بلومبرج، وقد وضعت إضافات الأسهم العريضة الزرقاء والحمراء والتي توضح أعمال الجانبين الحالية والمنتظرة على الأرض.
“تطورات أعمال الجانبين“
أولاً: القوات الروسية والقوات الموالية لها على المحور الشمالي في لوهانيسك والمحور الجنوبي في خيرسون:
لم يرصد أي أعمال بارزة.
ثانياً: القوات الروسية والقوات الموالية لها على المحور الأوسط في دونيتسك:
نجحت القوات الروسية، المدعومة بعناصر فاجنر والشيشان المتمركزة في المنطقة، في إحراز تقدماً تدريجياً حول باخموت وأڤدييڤكا ليلة 6 أكتوبر صباح 7 أكتوبر. وقد تعهد يڤجين بريجوچين قائد مجموعة ڤاجنر بتوفير ألف مقاتل من قواته لتعزيز المواقع في ليسيتشانسك لتأمين الخطوط الأمامية الروسية بعد انهيار جبهة ليمان.
وقام رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشلين بمنح رمضان قاديروف لقب بطل، وذلك تزامناً مع ما حققته قواته بالتعاون مع ڤاجنر من نجاحات حول باخموت واستعدادهما لإنقاذ الموقف والتعاون مع جهود الكرملين لتحسين سمعة قائد المنطقة العسكرية المركزية چنرال أليكسندر لابين وهو يقود الآن جبهة لوهانسك في سڤاتوڤ-كريمينا، الذي هاجماه بشدة مع سقوط ليمان.
يوم 8 أكتوبر 2022، تم قطع الاتصالات الخاصة بـ “ستارلينك” حيث توقفت بعض أجهزة SpaceX عن العمل، وذلك أثناء قيام القوات الأوكرانية بالضغط المستمر على القوات الروسية في الشمال والجنوب.
ثالثاً: القوات الأوكرانية:
نجحت القوات الأوكرانية في استهداف “جسر كيرتش”، وهو الجسر الرئيسي الذي يربط أراضي روسيا مع شبه جزيرة القرم عبر دونيتسك وخيرسون. حيث تسببت نتائج الإستهداف في إنفجار شديد ألحق أضرار جسيمة بجسر كيرتش الذي يربط شبه الجزيرة بالبر الروسي. وتكمن أهمية الجسر في قدراته استخدامه من جانب، كما أنه يعتبر أحد أيقونات إنجازات الرئيس الروسي بوتين في عام 2016، باعتباره الرمز رقم (1)، وتأكيداً لاعتبار شبه جزيرة القرم أنها قد أصبحت جزءاً من روسيا.
وقد انهارت أجزاء من الجسر، كما انهار جزء من الطريق الذي يتضمنه الجسر في المياه، حيث اجتاح حريق هائل قطاراً على جزء السكة الحديدية من الجسر، والذي تعرض أيضًا بدوره لأضرار واضحة.
وحسب المعلومات المتاحة بوكالات الانباء، تم الاستهداف بتفجير شاحنة مفخخة بجوار خزان وقود لأحد القطارات المتواجدة على الجسر.
رابعاً: الأعمال المنتظرة:
باستغلال شل الحركة الإليكترونية للجانب الأوكراني والنجاحات الروسية تجاه باخموت واستغلال وسائل النيران والوسائل الإليكترونية، أتوقع الآتي:
استمرار القوات الروسية في محاولة إيقاف أعدائها في الشمال والجنوب بحصر وتثبيت القوات المخترقة.
أزعم أن استهداف القوات الأوكرانية لجسر كيرتش، هو في الأصل رداً على تعطيل أو تدمير الأقمار الصناعية التابعة لإيلون ماسك والتي تدعم تقدم القوات الأوكرانية.. وأتوقع رد روسي عنيف، خاصةً تجاه البنية التحتية الاستراتيجية الأوكرانية بشكل مكثف، مع اعتبار روسيا لحادث استهداف الجسر عملاً إرهابياً ارتباطاً بأسلوب وعمق التنفيذ.
أن يحاول قادة الشيشان وڤاجنر قاديروف وبريجوچين إحراز تقدم على الأرض في المحور الأوسط في مدن دونيتسك قبل حلول الشتاء، تجنباً لاحداث ثلاث اختراقات أوكرانية على المحاور الثلاثة، ومحاولة لتثبيت الجبهة وتوسيع الأراضي الروسية على ذات المحور لاستعادة توازن الجبهة، ومنح الوقت للقيادة العامة الروسية لاستكمال أعمال التعبئة وتوليد الاحتياطيات وخلق اتزان تعبوي واستراتيجي على كافة الأعماق. كما يسعى القائدان للحفاظ على بروزهما وسمعتهما في فضاءات المعلومات القومية والدولية.
يبدوا أن توقف الأقمار الصناعية الداعمة للقوات الأوكرانية على الأرض، والتابعة لإيلون ماسك، سواء بتدميرها أو بتعمد من جانب الشركة، قد يحدث شلل تام لأي تحركات تعتمد على تلك التكنولوجيا المتقدمة، مما يؤثر بدوره على تقدم القوات الأوكرانية، بل وعلى نجاحاتها الحالية. إلا أن القوات الأوكرانية ستعمل على إستثمار أكبر قدر من النجاحات على الأرض مستغلة أعمال النيران والقوات الخاصة والعمليات النفسية، لتنفيذ الآتي:
- إستمرار القوات الأوكرانية في توسيع الاختراقات في لوهانيسك شمالاً، تجاه ليسيشيانيسك ومحيطها في اسڤاتوڤ وكريمينا، وفي خيرسون جنوباً تجاه المدن المحيطة بزولوتا بالكا ودودتشاني، كمهام متتالية، أملأ في استهداف أي من المدينتين الاستراتيجيتين، ماليتوبول في عمق ولاية زابورودچيا أو مدينة ماريوبول جنوب غرب ولاية دونيتسك، بهدف إحداث ثغرة واسعة بالتتالي، تمكن القوات الأوكرانية من عزل خيرسون والقرم عن القوات الروسية في زابورودچيا ودونيتسك، والوصول لميناء بمدينة ريديانيسك جنوباً المطلة على بحر آزوف، واستعادة المقدرات الاقتصادية في المدن الثلاث.
الإستمرار في تنفيذ عمليات نوعية مستغلة القوات الخاصة ووسائل النيران بعيدة المدى لتدمير الأهداف الاستراتيجية الروسية خاصةً داخل الولايات المنضمة حديثاً لروسيا.
استمرار الجانبين الروسي والأوكراني على السواء مستغلين القدرات المتاحة لكل منهما في تكثيف العمليات النفسية المضادة والحرب السيبرانية مستهدفة الوسائل التكنولوجية والإلكترونية.
دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل كلية الحرب العليا/ أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع – أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل
المصادر:
مصادر علنية دولية.
آراء متنوعة.
مصادر خاصة.