أولاً: السياسة الخارجية الإمارتية

  • ترتكز السياسة الخارجية الإماراتية على أربع أركان رئيسية وهي:
  • التجارة.
  • السياحة.
  • التصدي لأي نوع من الهيمنة الإقليمية خاصة الإيرانية.
  • مكافحة الإرهاب ومجابهة صعود الحركات العقائدية خاصة الإخوان المسلمين والسلفيين الجهاديين.
  • مقارنة بدول الخليج خاصة (السعودية وقطر والكويت)، لا تتعامل الإمارات مع الدين الإسلامي كأداة لتحقق مصالحها.
  • ثلاث قضايا رئيسية مشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي وهي: (التخوف من السياسة الإيرانية الشيعية، والتمسك بالحكم الملكي المُطلق، والحاجة إلى الأمن منفردة أو مجتمعة بدعم من قوى عظمى، أعتادت أن تكون الولايات المتحدة.

ثانياً: العلاقات الإماراتية الهندية:

  • بشكل عام، يتمتع البلدان بروابط تجارية وثقافية قوية، حيث يشكل الهنود 35% من سكان الإمارات البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، وهم أكبر جالية مغتربة. تقدر قيمة التجارة بين الهند والإمارات بـ 59 مليار دولار، مما يجعل الهند ، الدولة الخليجية الغنية بالنفط ، ثالث أكبر شريك تجاري للهند للعام 2019-2020 بعد الصين والولايات المتحدة، وفقًا لوزارة الخارجية الهندية. وتعد الإمارات ثالث أكبر وجهة تصدير للهند، حيث تم تسجيل ما يقرب من 16 مليار دولار في 2020-2021. وتشمل الصادرات الرئيسية المنتجات البترولية والمعادن النفيسة والأحجار الكريمة والمجوهرات والمعادن والأغذية والمنسوجات. وفي فبراير 2022، وقع البلدان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة لتعزيز التجارة والاستثمار لتصل إلى 100 مليار دولار خلال العقد الحالي.
  • وتاريخياً، تتسم طبيعة العلاقات والترابط بين الإمارات والهند بالخصوصية وبأنها متجذرة وقديمة قدم الخليج العربي، الذي شهد بدايات حركة التجارة وعبور السفن بين البلدين وتبادل السلع والمنافع منذ مئات السنين، عينت دولة الإمارات أول سفير لها لدى نيودلهي في العام 1972، بينما عينت الهند أول سفير لها لدى دولة الإمارات في يونيو من العام 1963.
  • وخلال السنوات الماضية سعت الهند إلى بناء علاقات متميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها الإمارات، والتي تقوم على تعزيز التفاهمات السياسية والروابط الاستراتيجية والأمنية للهند مع دول الخليج إلى جانب تنمية العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري، الى جانب تعزيز روابط العلاقات الهندية، فتحاول الهند تعزيز الروابط الأمنية مع دول الخليج، فقد وقعت خلال الأعوام الأخيرة اتفاقيات للتعاون الدفاعي مع الإمارات وقطر وسلطنة عُمَان، أما في عام 2003 وقعت الهند والإمارات اتفاقية تهدف إلى دعم التدريب العسكري المشترك وتطوير المعدات الدفاعية وتبادل المعلومات والتعاون التقني، كما أفرزت مثل هذه الاتفاقيات الثنائية تشكيل لجان للتنسيق الأمني المشترك ومنها اللجنة المشتركة للشؤون الأمنية (JCSM) ولجنة التعاون الدفاعي المشترك (JDCC)، فلا شك أن التقارب الهندي الإسرائيلي الإماراتي (الهندو إبراهيمي) قد يوفر للولايات المتحدة حلاً جيوستراتيجياً مثالياً للتحدي المُلِح للتواجد الأمريكي في وسط آسيا وفي غرب آسيا/ الشرق الأوسط، بل ويمهد للمبادرة اليابانية الأمريكية الهندية الأسترالية الكبرى “المحيط الهادئ والهندي منطقة حرة ومفتوحة – FOIP” والتي ما زالت في مرحلة التخطيط ولم تدخل حيز التنفيذ بعد.
  • تتمثل خيارات الهند في تعزيز شراكاتها مع دول الخليج سواء بشكل ثنائي أو جماعي، فهى تسعى لدور أكثر فعالية في التعاون الدفاعي حيث قد تبدأ الهند في تعزيز نظم الدفاع العسكري وتوسيع نطاقها مع دول الخليج التي ترغب في القيام بشراكة أمنية معها، وتعزيز الجهود المشتركة لـمكافحة الإرهاب فلدى الهند اتفاقيات أمنية بالفعل مع عدد من دول المنطقة، حيث تمثل مكافحة الإرهاب جزءاً أساسياً من بنودها، ولكن مع تزايد خطر التنظميات الإرهابية قد تتجه نيودلهي إلى توسيع مثل هذه الاتفاقيات مع كافة بلدان المنطقة على أن تشمل تبادل المعلومات وتسليم العناصر الإجرامية، وقد تطرح مبادرة لتدشين مؤسسة إقليمية لمكافحة الإرهاب تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي.
  • كذلك التعاون في مكافحة القرصنة فالهند لها دور في الأمن البحري بالمنطقة، وقد تتجه أيضاً نحو اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية في مواجهة القرصنة عبر المياه الإقليمية والدولية وتأمين المنشآت النفطية البحرية، كذلك تسعى الهند للمشاركة بدور أكبر في الأمن الإقليمي، فقد تبادر نيودلهي بالقيام بإجراء محادثات وحوارات أمنية مع دول الخليج لتسوية العديد من القضايا الإقليمية، وقد تطلب أن تصبح “عضواً مراقباً” في مجلس التعاون الخليجي. كما قد تبادر بطرح الدخول في تدريبات عسكرية مشتركة سنوية مع “قوات درع الجزيرة” لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة في المنطقة.
  • حيث تعتمد الهند على تعزيز التفاهم السياسي مع دول الخليج، وتتخذ تدابيرلنيل ثقة القيادات الخليجية مثل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى، وكذلك الحيادية وعدم اتخاذ مواقف داعمة لأي من الأطراف الإقليمية في أية أزمة محتملة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، ترغب الهند في بناء علاقات استراتيجية مع دول الخليج لتعزيز مصالحها مع العالم الإسلامي، إذ تدرك نيودلهي أن دول الخليج تلعب دوراً نشطاً في عدد من المنظمات الدولية والإقليمية مثل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية؛ وبالتالي من الأهمية بمكان للهند الاستفادة من هذه الآليات في دعم علاقاتها بالعالم الإسلامي عبر دول الخليج.
  • تدرك الهند أنها بحاجة إلى تعزيز أمن الطاقة لديها، وبحاجتها إلى جذب مزيد من الاستثمارات الخليجية والإماراتية، وتعي سياسة تنويع الاقتصاد في دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات وبناءً على هذه المحفزات يقوم تفكير الهند في هذا الصدد على محاولة تحسين المناخ الاستثماري لجذب مزيد من الاستثمارات الخليجية، والتوجه نحو تعزيز العلاقات التجارية غير النفطية من خلال استغلال خبرتها في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة لمعاونة دول مجلس التعاون الخليجي على تنويع اقتصاداتها خاصةً بعد انخفاض أسعار النفط، وقد تضع نيودلهي خططاً طويلة المدى لتوسيع نطاق التعاون في مجال الطاقة مع دول الخليج العربي، وذلك لضمان مستقبلها من الإمدادات النفطية، كما قد تتخذ الهند خطوات واسعة من أجل تأمين خطوط النقل البحري لضمان أمين سلاسل الإمداد بالطاقة، وذلك من خلال إقامة ترتيبات إقليمية مع جميع البلدان بالمنطقة، وقد تتجه نحو طلب تدشين آلية للحوار السنوي لدعم التعاون في مجال الطاقة بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها الإمارات والسعودية.
  • في ضوء تنويع الاقتصاد الإماراتي قد تتجه الهند إلى محاولة تصدير عمالة جديدة أكثر تخصصية، بما يتناسب مع التغيرات في سوق العمل، ومع الوظائف التي باتت مطلوبة في دولة الإمارات، تعد العلاقات الإماراتية – الهندية نموذجاً للعلاقات الثنائية المتميزة، وتأتي زيارة ولي عهد أبوظبي تجسيداً للجهود المثمرة لمسؤولي البلدين من أجل رسم مسار جديد للشراكة الاستراتيجية بينهما في مختلف المجالات، وبهدف مواجهة التحديات، والحد من المخاطر التي تهدد استقرار وأمن المنطقة.([1])

ثالثاً: العلاقات الإماراتية الهندية ارتباطاً بالاتفاقية الإيراهيمية (التطبيع الإماراتي الإسرائيلي):

اعتباراً من العام 2017 وبعد تفجير قندهار في السفارة الإماراتية في أفغانستان، حيث وجهت السلطات الافغانية الاتهام إلى شبكة “حقاني” التى يشتبه الكثيرون فى وجود علاقات بينه وبين المخابرات الباكستانية. وقد أثار ذلك تكهنات بأن الهجوم – والذي يُعد الأول على دبلوماسيين من دولة خليجية فى أفغانستان – كان يهدف لتوجيه رسالة قوية للإمارات حول تعاونها المتنامى فى مكافحة الارهاب مع الهند.

واعتبر ان توقيت الانفجار كان مهما بشكل خاص إذ أنه جاء قبل اسابيع من قيام ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد بحضور إحتفالات يوم جمهورية الهند “كضيف شرف” – وبما يشير إلى أن بلاده تُعد من أقرب شركاء الهند. وخلال زيارته للهند التى استغرقت ثلاثة ايام، وقع اكثر من اثنى عشر اتفاقية مع رئيس الوزراء الهندى “نارندرا مودي” التى غطت مجالات الطاقة تقريباً، بما فى ذلك صفقة للاحتياطيات النفطية الاستراتيجية، وعلاقات الاستثمار والدفاع.

وهنا نلاحظ تطور العلاقات الملحوظ والمتزايد بين الهند والامارات والذي قد وصل إلى مستوى “شراكة استراتيجية شاملة” بناء على علاقة تجارية كبيرة يعمل الجانبان على تعزيزها. وعلى الرغم من أن العلاقات بين البلدين، والتي تعتبر ذات طبيعة خاصة، بالنظر إلى الاهتمام المشترك نحو الاستقرار لدعم المصالح الجغرافية/ الاقتصادية المتقاربة بينهما، يبقى أن نرى كم ستتجه الإمارات نحو الهند في علاقاتها مع جنوب آسيا، وربما ستقسم علاقاتها الأمنية بين الهند وباكستان (نوعياً).

تتقارب دولة الإمارات مع رؤية وموقف الهند بشأن مكافحة الإرهاب، وهناك تنسيق بين البلدين في هذا الشأن من حيث تبادل المعلومات الإستخباراتية وتسليم المشتبه فيهم والمدانين في عمليات إرهابية.. وقد بدأت الإمارات في التحرك ضد شبكات تتخذ من دبي مقراً لمنظمات إرهابية مثل “عسكر طيبة”، ولا يخفى بالطبع أن هذا وأمور أخرى في نفس الإطار بين الهند والإمارات يثير استياء في باكستان.

ويمكنني القول صراحة أن آفاق النمو في الهند وخاصة المجالات التكنولوجية والأمنية والعلمية والتعليمية والصحية بجانب مجالات أخرى عديدة الهند تتلاقى مع مخاوف دولة الإمارات بشأن التطرف والإرهاب وبما يدفع الإمارات للنظر في إمكانية تقارب أكثر وشراكات أوسع نحو الهند وبعيداً عن باكستان التي لها تاريخ مثبت دولياً مع الإرهاب.

على صعيد آخر، يرتكز تنامي العلاقات بين الهند والإمارات على أساس الروابط التجارية؛ وتعد الهند أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات، في حين أن الإمارات تُعد من بين أهم الشركاء التجاريين للهند.

وعلى الرغم من أن الهند لا تزال تمثل أحد العملاء الرئيسيين لصادرات الإمارات من النفط والغاز، إلا أنها تعتبر الآن شريكا للتنويع الاقتصادي. مع استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل الملايين من العمال الهنود الذين يحولون مليارات الدولارات إلى الهند، فإن كلا الجانبين لهما مصلحة كبيرة في الاستقرار الإقليمي. وتكشف هذه الأنماط عن مسيرة جيوستراتيجية أعمق. وعلى الصعيد العسكري هناك بالفعل تدريبات عسكرية مشتركة بين الهند والإمارات، حيث وعلى حد علمي تستكشف كل من نيودلهي وأبو ظبي سبل الإنتاج المشترك للأجهزة العسكرية، مثل أنظمة الدفاع الجوي.

وعلى الصعيد السياسي، ترى الإمارات أن الهند تمثل لها وسيطاً سياسياً قوياً وفعالاً في إدارة أي توترات مع إيران الخصم الأهم للإمارات، وخاصة بالنظر إلى اهتمام نيودلهي بإبقاء نقاط الاختناق في شمال المحيط الهندي مفتوحة حتى مع توطيد علاقتها مع إيران (الدولة الإسلامية). ويتردد أن دولة الإمارات مهتمة بالشراكة مع الهند في تطوير ميناء تشهبهار الاستراتيجي في إيران، نظرا لأن الإمارات هي ثاني أكبر شريك تجاري لإيران، على الرغم من التوترات السياسية والأمنية بينهما.

ويشير قرار الإمارات وإسرائيل بتطبيع العلاقات إلى فرصة إيجابية للهند للانخراط بحرية أكبر مع شركائها الاستراتيجيين في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك ، قد تؤدي هذه الخطوة إلى تحسين البيئة الأمنية بشكل كبير في منطقة يعمل فيها ملايين المواطنين الهنود.

رابعاً: مؤشرات وطبيعة التقارب الأمريكي الهندوإيراهيمي المحتمل:

  • خلال منتصف شهر أكتوبر 2021، وطبقاً لما هو مُعلن، عُقدت قمة ثلاثية بين الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل بواشنطن، تم خلالها الإتفاق على تشكيل مجموعات عمل حول التعايش الديني وقضايا المياه والطاقة([2])، ونوقش أيضاً التقدم المحرز في تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العرب([3]). أما عن رأيي، أزعم أنه قدم تم في اللقائات الثنائية والثلاثية ما يلي:
  • قيام وزير الخارجية الأمريكي بطمئنة كل من نظريه الإماراتي والإسرائلي أنهما الحليفين الأهم في المنطقة وأن الولايات المتحدة لن تتخلى عنهما بأي شكل، وذلك بعد تقلص الثقة الإماراتية والإسرائلية نسبياً في أمريكا، ولو نظرنا للإمارات سنجد صفقة ال F35 أكبر مثلب على انزعاج الإمارات من الولايات المتحدة، وهي ترتبط بشكل مباشر بصفقة الجيل الخامس من الاتصالات بين الصين والإمارات.
  • تفعيل أنشطة ومجالات التطبيع بين إسرائيل والإمارات، وذلك بهدف ضمان استمرار حركة التطبيع في المنطقة خاصة مع التقارب السعودي الإماراتي والذي حالة وصوله لتطبيع العلاقات بينهما فهو يهدد تحركات التطبيع مع إسرائيل ويهدد مستقبل احتمالات التطبيع بين السعودية وإسرائيل. وفي رأيي أن التطبيع مع إيران يصطدم بالتطبيع مع إسرائيل، وكما أن التطبيع مع إسرائيل يأتي في مصلحة أمريكا فإن التطبيع مع إيران يأتي في مصلحة الصين. حيث أرى أن الصين تنتهج شكل مختلف في حماية حلفائها من أعدائهم عن أمريكا وروسيا، فالصين القوية اقتصادياً تنتهج سياسة “الاحتواء المزدوج” مع تخفيض حدة التنافس والعداء بين حلفائها (كإيران والإمارات مثلاً) وتعمل الصين على درء تهديد أعداء حلفائها وليس محاربتهم. أما روسيا التي تفتقر للقوى الاقتصادية ولكنها تتمتع بدملواسية فعالة ومراوغة فتنتهج سياسة الاحتواء المزدوج بين حلفائها مع ضمان استمرار التنافس/ العداء بينهم (كما تفعل مع تركيا وإيران وإسرائيل) بهدف تحقيق أكبر مصالح لروسيا أولاً. أما الولايات المتحدة القوية اقتصادياً وعسكرياً ودبلوماسياً فتحارب أعداء حلفائها كضامن أساسي لأمن حلفائها.
  • الأزمة اليمنية، حيث سيعمل وزير الخارجية الأمريكي على إقناع الإمارات بوحدة الهدف بين السعودية والإمارات في اليمن وفكرة وحدة العدو (الحوثي الموالي لإيران) بدلاً من اقتتال الجنوب والقوات الحكومية. والسبب في ذلك ربما اهتمام الولايات المتحدة بوحدة اليمن من جانب، وكذا محاولة إرضاء السعودية التي بدأت التحرك الأمن منفرداً مع تقليص ثقتها في الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة ترى أن زيادة الانقسام في اليمن يضعف من موقف السعودية ويزيد من قوة موقف إيران ومن ثم يزيد من النفوذ الصيني في المنطقة وهو أمر ترفضه أمريكا تماماً.
  • قام وزير خارجية الهند بزيارة لإسرائيل لمدة خمس أيام، وفي وقت متزامن هناك زيارة لوزير الخارجية الإماراتي للقاء وزير خارجية الولايات المتحدة.([4])
  • ناقش الإجتماع الرباعي توسيع التعاون الإقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط وآسيا بما في ذلك التجارة الحرة ومكافحة تغيير المناخ والتعاون في مجال الطاقة وزيادة الأمن البحري.([5])
  • إرتكزت المجالات المشتركة على مشاريع البنية التحتية ومجالات النقل والتكنولوجيا والأمن البحري والإقتصاد والتجارةبالإضافة إلى المشاريع المشتركة الإضافية.([6])
  • حفز وزير الخارجية الإسرائيلي على سرعة إنتقال العلاقات الرباعية من مرحلة الحكومات إلى مرحلة الشركات، في إشارة إلى تعزيز الشراكات الإقتصادية على مستوى القطاع الخاص, وإقامة منتدى دولي للتعاون الإقتصادي، مع تشكيل فرق فنية متخصصة تستكشف مجالات العمل التى سيتم العمل عليها.([7])
  • في 28 يونيو 2022 قام رئيس الوزراء ناريندرا مودي بزيارة الإمارات للمرة الرابعة له، حيث زار الإمارات في وقت سابق في أغسطس 2015، في فبراير 2018 ومرة ​​أخرى في أغسطس 2019. واقترن ذلك بحقيقة أنه لم يقم أي رئيس وزراء هندي بزيارة الإمارات لمدة 34 عامًا منذ زيارة إنديرا غاندي في عام 1981، كان التحول في تعامل الهند مع الإمارت غير عادي بالفعل.

وتعد الإمارات الشريك الأقرب للهند في العالم العربي، ويبدو أن هناك مرونة كافية في العلاقات الثنائية لتحمل الاضطرابات الأخيرة بشأن موقف الهندوس تجاه المسلمين في الهند مؤخراً.([8]) وتأني هذه الزيارة في إطار ما سبق نحو توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وبما يعضد أيضاً التقارب الهندو إبراهيمي.

خامساً: الــرأي:

  • الهند العدو التاريخي للصين ما زالت في حالة عداء دائم تجاه باكستان وتنافس تجاه تركيا، حيث أن أنقرة شريك أمني موثوق لباكستان، كما أن تركيا قد تتدخلت في ليبيا وأذربيجان وتتدخل عسكرياً في أفغانستان، ذلك في الوقت الذي تدعم فيه الهند الموقف اليوناني والإماراتي أمام تركيا شرق المتوسط. وتدعم باكستان مساعي تركيا لزعامة الدول الإسلامية كمنافس للسعودية التي يتواجد على أراضيها مقر المؤتمر الإسلامي.. واليوم تتحرك الإمارات وإسرائيل نحو تقارب مع الهند منافساً لباكستان.. وهو ما يأتي في صالح السعودية التي لم تعترض على التطبيع الإسرائيلي مع الإمارات ودول أخرى، ولكنها لم تتخذ أي خطوات لتكون جزءًا منه بعد.
  • لا شك أن التحالف الجيواقتصادي الهندي الإسرائيلي الإماراتي (التحالف الهندوإبراهيمي) يوفر للولايات المتحدة حلاً جيوستراتيجياً للتحدي المُلِح للوجود الأمريكي في وسط آسيا وفي غرب آسيا/ الشرق الأوسط، بل ويمهد للمبادرة اليابانية الأمريكية الهندية الأسترالية الكبرى “المحيط الهادئ والهندي منطقة حرة ومفتوحة – FOIP” والتي ما زالت في مرحلة التخطيط ولم تدخل حيز التنفيذ بعد.
  • وتسعى تركيا للعب دوراً يمكنها من إمتلاك أوراق تمكنها من التفاعل والمساومة مع كافة الأطراف في أفغانستان، ربما أهمها تواجدها العسكري، بالإضافة إلى ثقل ورقة الضغط الخاصة باللاجئين القادمين من أفغانستان تجاه أوروبا.
  • على المدى القريب، سيشكل ما سبق، بجانب الوضع فى أفغانستان وموقف الولايات المتحدة وحلفائها ضد روسيا في أوكرانيا وضد الصين في شرق آسيا، فرصة كبيرة لزيادة التقارب الصينى – الروسى، وذلك لوأد أى تنظيمات تسعى لأن تكون أفغانستان منطلق لمهاجمة أى من البلدين ومصالحهما، ومن جانب آخر عدم التأثير على خطط الصين فى التنمية (طريق الحرير) التى يمر بمحيط أفغانستان بشقية البرى والبحرى.. إلا أن تلك المصالح الهامة بين البلدين سيهددها استراتيجة روسيا تجاه طالبان وأفغانستان والتي تتعارض مع مصالح الصين.
  • تستهدف الولايات المتحدة تشكيل تحالفات موالية جديدة، تعمل على بناء جبهه مستقلة قادرة على مواجهة أعدائها (روسيا – الصين – إيران)، بدون تكثيف وجود أمريكي قوي بمنطقة الخليج.
  • أزعم أن الإستراتيجية الأمريكية في ترابط حلفائها في شرق آسيا والباسيفيك (اليابان – كوريا الجنوبية – أستراليا)، فضلاً عن تزايد تقارب الولايات المتحدة لتايوان في ظل تصعيدها أمام الصينوالأزمة الروسية، ومع حلفائها في وسط آسيا والشرق الأوسط (الهند – إسرائيل – الإمارات – السعودية)، ترتكز على الهند كركن جيوستراتجي مركزي، لكونها تتمتع بثقل إقتصادي وبشري مهم، بالإضافة إلى علاقات متينة ومتزايدة مع حلفاء مشتركين.
  • تتحرك الإمارات في توسيع مجالها الحيوي الإقليمي والدولي إنطلاقاً من تطوير علاقاتها الحديثة مع إسرائيل مؤخراً، وذلك بتوظيف القدرات الإستثمارية المتوفرة لديها لتشكيل هيكل تحالف بمنطقة الخليج العربي مكون من دول خارج منطقة الخليج، مستندة بذلك على إرادة أمريكية تسعى لإيجاد بديل لها بمنطقة الخليج، يستطيع لعب دور يحافظ على إتزان قوى بمحيط الجزيرة العربية.
  • تجتهد إسرائيل في إقتناص أكبر قدر من المساحات الناتجة عن موجة التطبيع التى تمت في 2020، وذلك بتجنب أن يصبح التطبيع شكلياً أو منقوص كما حدث مع مصر، وذلك من خلال توظيف المخاوف المشتركة (إيران – الأمن الإلكتروني – مكافحة الإرهاب) مع الدول العربية من جهه، ومن جهة أخرى إبراز قدراتها العلمية والتكنولوجية التى تسوق لها كمساهم في تعزيز الأمن الإقليمي، إلى جانب توسيع دوائر الشراكات الإقتصادية التى تساهم في تعزيز فعلي للتطبيع.
  • تسعى واشنطن لإضاعة أي فرصة على الصين تمكنها من انتزاع حلفاء الولايات المتحدة من خلال ما يمكن أن نطلق عليه (التطبيع الإيراني – الخليجي)، وذلك من خلال حشد حلفائها الإقليميين وتهيئة الظروف لحجب الصين عنهم خاصة الإمارات وإسرائيل والسعودية وتركيا والأردن ومصر في منطقة وسط آسيا والشرق الأوسط، مع العمل الدؤوب على إضعاف أي مشروعات دولية للصين، خاصة مبادرة الحزام والطريق، والتى تمثل إيران أحد أهم محطاتها البرية والبحرية.

 

رابعاً: مستقبل التحالف الأمريكي الهندوإبراهيمي:

  • ستتبنى الولايات المتحدة أى نقاط مشتركة يمكن أن تمكن الإمارات والهند وإسرائيل من تعزيز أطر التعاون، خاصة فيما يتعلق بالأمن البحري، والمجالات التكنولوجية، إلى جانب سعيها لأن يتبلور شكل هذا التحالف الثلاثي ليتكامل إستراتيجياً ليعمل بشكل رئيسي على كبح التهديدات الإيراني في المحيط الهندي وبحر العرب.
  • ستعمل الإمارات على ضخ بعض الإستثمارات لتعزيز الشراكات مع الهند وإسرائيل، شركائها الاستراتيجيين، خاصة في مجالات الصناعات الدفاعية والأمن الإلكتروني، مع الإستفادة القصوى من قدرات كلا البلدين لتعزيز قدراتها كمحور ربط بينهم، في إطار سياسات الإمارات المتوقعة في محاولة لإيجاد توازن قوى دولي بمنطقة الخليج ومحيطها تكون أبوظبي شريكة الإستراتيجي فيه.
  • قد تأمل الهند في الإستفادة من القدرة الإستثمارية الإماراتية، من خلال بناء مشروعات مشتركة تساهم في تقوية الإقتصاد الهندي في مواجهة التنافس مع باكستان والصين، ومناقشة أى أفكار إستراتيجية بديلة عن المشروع الصينى “الحزام والطريق” الذى قد يؤثر بشكل كبير على دور الهند كلاعب مهم في وسط آسيا، بالإضافة إلى العمل بشكل غير مباشر على توسيع الهوة بين الإمارات وباكستان مستغلة بذلك التقارب التركي الباكستاني.
  • تريد إسرائيل أن تستغل قوة الدفع المصاحبة لمعاهدة السلام مع الإمارات والتى تعززها حتى الآن الإدارة الأمريكية الجديدة، وذلك للوصول لتعمق علاقات متبادلة على المستوى الإقتصادي والشعبي يصعب معه في حال أى تغيرات سياسية أن تنتكس وتمثل نموذج مصري آخر، إلى جانب بناء أكبر قدر من الشراكات الإقتصادية تساهم في تقوية وتنوع الإقتصاد الإسرائيلي.
  • قد تستغل الإمارات هذا التحالف بجانب أزمة النفط وموقفها في الآزمة الأوكرانية ، حالة نجاح استمراره في التفاوض مع الولايات المتحدة في القضايا العالقة كإنهاء مشكلة صفقة طائرات F-35 المعطلة.
  • لن تخسر دولة الإمارات الصين في هذا الشأن بل ستعمل، في إطار استراتيجيتها الجديدة، على استغلال مكتسبات علاقاتها القوية مع الصين، وأزعم أن الإمارات ستقوم بطمئنة الصين في هذا الصدد.

دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع

المصادر:

[1]) ركائز تعزيز الشراكة الإماراتية – الهندية-إبراهيم غالي-09 فبراير 2016- مركز المستقبل للابحاث والدراسات المتقدمة

https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/378/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%A6%D8%B2-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9

[2]) UAE, US, Israel and India meet to boost four-way co-operation, N World, 18-10-2021, https://bit.ly/3pr8Mun

[3]) Infra projects in transport, tech in focus at first meeting of ‘new Quad’, Hindustantimes, 19-10-2021, https://bit.ly/3vzTnsw

[4]) At First Foreign Ministers’ Joint Meeting, US, Israel, UAE, India Discuss Harnessing Strategic Ties, The Wir, 19-10-2021, https://bit.ly/3E7g2Q1

[5]) New Mideast ‘Quad’ takes shape as Israel, UAE join India and America, DECCAN Chronicale, 23-10-2021, https://bit.ly/3C7BTGH

[6]) A new Quad? India, Israel, US and UAE agree to establish joint economic forum, THE Economic Time, 20-10-2021, https://bit.ly/3nklg4d

[7]) Jaishankar discusses ways to expand cooperation in West Asia with US, Israel and UAE, 19-10-2021, https://bit.ly/3E5m6sn

[8]) The Economic Times News, PM Modi’s UAE visit reaffirms close strategic ties, 29 June 2022, https://economictimes.indiatimes.com/news/india/pm-modis-uae-visit-reaffirms-close-strategic-ties/articleshow/92528878.cms

Read more at:
https://economictimes.indiatimes.com/news/india/pm-modis-uae-visit-reaffirms-close-strategic-ties/articleshow/92528878.cms?utm_source=contentofinterest&utm_medium=text&utm_campaign=cppst 

Share:

administrator

PhD, MG(Ret.), Chairman IGSDA (UAE), Visiting Scholar in International Relations & International Security in several countries, (Egyptian)