اليوم الأحد 31 يوليو 2022، وقع رئيس الاتحاد الروسي مرسوماً بالموافقة على العقيدة البحرية الجديدة للاتحاد الروسي لغرض تنفيذ السياسة البحرية الوطنية للاتحاد الروسي.

هذه العقيدة غيرت العقيدة البحرية القديمة للاتحاد الروسي، والتي تمت الموافقة عليها في 17 يونيو 2015.

وفقًا للعقيدة البحرية الجديدة:

– ستزداد أهمية محيطات العالم مع نضوب الموارد الطبيعية على اليابسة.

– تمتد المصالح القومية لروسيا إلى المحيطات حول العالم بأكملها دون الاقتصار على مساحات بحرية أو مضايق قريبة.

– يُلاحظ أن المصالح الوطنية لروسيا تتشكل مع مراعاة السيادة والمصالح الوطنية للدول الأخرى (الفصل الثاني المصالح الوطنية والتحديات والتهديدات للأمن القومي للاتحاد الروسي في المحيط العالمي)، وهو في رأيي ما يتنافى مع تعرض روسيا لسيادة بعض الدول المحيطة (چورچيا ثم أوكرانيا).

المصالح الوطنية الرئيسية للاتحاد الروسي هي:

– الاستقلال وسلامة أراضي وسيادة الاتحاد الروسي- الاستقلال وسلامة أراضي وسيادة الاتحاد الروسي.- مان الحقوق السيادية والولاية القضائية للاتحاد الروسي في المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري للاتحاد الروسي.- الحفاظ على مكانة قوة بحرية عظمى للاتحاد الروسي.تهدف أنشطتها إلى الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي، وتقوية النفوذ الوطني، وتطوير علاقات الشراكة في ظروف العالم متعدد الأقطاب الذي يتم محاولة تشكيله.- تعزيز القدرات الدفاعية، أي عسكرة المحيطات العالمية.- حرية أعالي البحار، وسلامة تشغيل أنظمة خطوط الأنابيب البحرية، وهو أمر ذو أهمية استراتيجية للاتحاد الروسي،- ضمان الوصول المضمون إلى اتصالات النقل العالمية.- ضمان النشاط البحري.- أداء مستقر للاتصالات.- استخدام الموارد البحرية بشكل طبيعي.- تطوير منطقة القطب الشمالي كقاعدة موارد استراتيجية، وتطوير طريق بحر الشمال.

– ضمان الحقوق السيادية والولاية القضائية للاتحاد الروسي في المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري للاتحاد الروسي.

– الحفاظ على مكانة قوة بحرية عظمى للاتحاد الروسي.

– الحفاظ على مكانة قوة بحرية عظمى للاتحاد الروسي.
تهدف أنشطتها إلى الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي، وتقوية النفوذ الوطني، وتطوير علاقات الشراكة في ظروف العالم متعدد الأقطاب الذي يتم محاولة تشكيله.

– تعزيز القدرات الدفاعية، أي عسكرة المحيطات العالمية.

– حرية أعالي البحار، وسلامة تشغيل أنظمة خطوط الأنابيب البحرية، وهو أمر ذو أهمية استراتيجية للاتحاد الروسي،

– ضمان الوصول المضمون إلى اتصالات النقل العالمية.

– ضمان النشاط البحري.

– أداء مستقر للاتصالات.

– استخدام الموارد البحرية بشكل طبيعي.

– تطوير منطقة القطب الشمالي كقاعدة موارد استراتيجية، وتطوير طريق بحر الشمال.

حسب الأهمية، تنقسم مجالات ضمان المصالح الوطنية للاتحاد الروسي في المحيط العالمي إلى (مجالات حيوية – مناطق هامة – ومناطق أخرى ذات أهمية حيوية، وهي كالآتي:

– مياه البحر الداخلية والبحر الإقليمي للاتحاد الروسي.

– المنطقة الاقتصادية الخالصة، والجرف القاري للاتحاد الروسي خارج حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة التي يبلغ طولها 200 ميل التابعة للاتحاد الروسي في حوض القطب الشمالي.

– حوض القطب الشمالي ومياه بحر أوخوتسك والقطاع الروسي من بحر قزوين.

مناطق بحرية هامة تؤثر بشكل كبير على مصالح الاتحاد الروسي:

– المناطق المائية للمحيطات والبحار المتاخمة للاتحاد الروسي، بما في ذلك بحر آزوف والبحر الأسود التابعين لأوكرانيا.

– الجزء الشرقي من البحر المتوسط.

– بحر ومضيق البلطيق مع دول البلطيق ودول النرويج وألمانيا وأخرى محيطة.

– بحر ومضيق الكوريل مع اليابان شرق آسيا.

– مناطق مواصلات النقل البحري العالمي.

لحماية المصالح الوطنية، يمارس الاتحاد الروسي الحق في وجود القوات المسلحة الروسية واستخدامها. حيث تنص الوثيقة على أن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون الحفاظ على الهيمنة في العالم وتنفيذ سياسة احتواء الاتحاد الروسي من خلال سياسته الخارجية والداخلية المستقلة. الأمر الذي يستدعي الاعتماد على عامل القوة في العلاقات الدولية.

أهم التحديات والتهديدات التي تواجه الاتحاد الروسي:

– المسار الاستراتيچي المهدد للولايات المتحدة وحلفائها للسيطرة على محيطات العالم.

– رغبة الولايات المتحدة وحلفائها في تقييد وصول روسيا إلى الموارد الاقتصادية في المحيطات.

– متطلبات الأمن الإقليمي.

– تقدم الناتو إلى حدود الاتحاد الروسي.

– رغبة الولايات المتحدة في تحقيق تفوق ساحق للبحرية.

– النزاعات المسلحة في المناطق ذات الأهمية الجيوسياسية الخاصة للاتحاد الروسي.

– الضغوط المتزايدة على الاتحاد الروسي.

– إجراءات عدد من الدول بهدف إضعاف السيطرة الروسية على طريق بحر الشمال.

– تزايد التواجد العسكري البحري الغربي في القطب الشمالي، مما يزيد من فرص الصراع.

– المساعي الغربية لتغيير الأنظمة القانونية الدولية للمساحات البحرية والمضائق.

أهم المخاطر الواقعة على الاتحاد الروسي:

– المشاركة الضئيلة للأسطول التجاري الروسي في النقل الدولي العالمي.

– الاعتماد الكبير لنشاط التجارة الخارجية على النقل البحري وتشغيل أنظمة خطوط الأنابيب البحرية، الأمر الذي يصعب تأمينه.

– الحالة غير المرضية لأسطول الأبحاث الروسي.

– قيود واقعة على روسيا من دول أخرى فيما يتعلق بمؤسسات بناء السفن في مجمع الصناعات الدفاعية وشركات تكرير النفط في الاتحاد الروسي.

– نهائية الترسيم القانوني في القطب الشمالي والتي قد لا تصب في صالح روسيا.

– المساعي الغربية لمراجعة الأحكام المتعلقة بالقطب الشمالي والبحر الأسود، وجميعها ضد مصالح واستراتيچية روسيا.

– اعتماد روسيا على عدد غير كاف من القواعد البحرية الروسية خارج نطاق الاتحاد الروسي.

ملاحظات:

1- الفرق بين العقيدتين 2015 و2022:
حددت عقيدة 2015 أربعة أبعاد وظيفية لاستراتيچية روسيا البحرية، وهي (تعزيز نشاط النقل البحري – الكشف عن الموارد الطبيعية في البحر المفتوح – تكثيف البحوث العلمية البحرية – الاهتمام بالنشاط العسكري البحري”. ونلاحظ هنا أن البعد العسكري والحديث عن الخصوم لم يحتل المرتبة الأولى في عقيدة 2015 بينما كانت روسيا تحرك

الجوانب الاقتصادية بالأساس، من خلال تطلعها لتحسين نظام النقـل البحري الخاص بهـا، وزيادة وجودهـا في المياه المفتوحة، وتطلعها كذلك لتطوير البنية التحتية لموانئها، واكتشاف الموارد الطبيعية الجديدة، ولا ينفي هذا الاهتمام بالجانب العسكري ولكن الأساس كان لخدمة الاعتبارات الاقتصادية”.

وقد حددت الجوانب الإقليمية للعقيدة البحرية الروسية في 2015 الأولويات الجغرافية التي توليها موسكو مزيدا من الاهتمام بناء على تقديراتها للتهديدات الأمنية في ست مناطق إقليمية رئيسية هي المحيط الأطلسي، والقطب الشمالي، والمحيط الهادي، وبحر قزوين، والمحيط الهندي، والقطب الجنوبي، وإن كانت تعطي أولوية واضحة للمحيط الأطلسي والقطب الشمالي، نظرا لأهميتهما وموقعهما الجيوستراتيجي، وكم التهديدات والفرص المحتملة بهما”.

أما عن التعديلات الجديدة في 2022، فإن التغيرات التي شهدها العالم خلال السنوات السبع الماضية فرضت تحديات وتهديدات جديدة زادت حدتها بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفي ظل أمل روسيا في الانتقال التدريجي مـن نظام أحادي القطبية إلى النظام متعدد الأقطـاب.

لذلك فإن البعد العسكري احتل المرتبة الأولى في وثيقة عقيدة 2022، وعلى عكس وثيقة 2015 التي لم تشر لأي أعداء أو خصوم، نصت السياسة الجديدة للبحرية الروسية على أن التهديد الرئيسي لموسكو هو السياسة الاستراتيجية للولايات المتحدة للهيمنة على محيطات العالم، وتحرّك حلف شمال الأطلسي العسكري بالقرب من حدود روسيا وكذلك تعزيز شامل لموقع روسيا الجيوسياسي في البحر الأسود وبحر آزوف، وتوسيع البنية التحتية العسكرية في شبه جزيرة القرم، وبناء حاملات طائرات حديثة.

2- تزامن إعلان العقيدة العسكرية البحرية الروسية مع:

– تغيير قائد البحرية الروسية والاحتفال بعيد القوات البحرية الروسية.

– إطالة زمن العملية العسكرية الروسية البرية في أوكرانيا، مع عدم الإستيلاء على أوديسا المطلة على البحر الأسود رغم إحكام السيطرة على بحر آزوف.

– إعادة نشر الأساطيل البحرية الأمريكية للتركيز على المحيط الهادئ في شرق آسيا والباسيفيك على حساب الشرق الأوسط ولكن دون التأثير على المهام شرق المتوسط وبحر الشمال والمحيط الأطلسي.

– تزايد التوتر الأمريكي الصيني في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.

– زيادة احتمالات تأثر الموارد البرية الروسية.

3- تزايد اهتمام روسيا بقطعه البحرية النووية بعيدة المدى (من حيث أزمنة ومسافات الاستخدام).

الاستنتاجات:

1- يواصل الاتحاد الروسي الترويج لفكرة عالم متعدد الأقطاب ، في محاولة لاتخاذ مكان على قدم المساواة مع الولايات المتحدة والصين الشعبية.

2- أرى أن روسيا تهدف من إعلانها العقيدة العسكرية البحرية الجديدة الآتي:

– إعلان الولايات المتحدة العدو البحري الأول للإتحاد الروسي.

– دعم اسطول السفن النووية الروسية ونشر قواتها البحرية للتصدي للاستراتيچية الأمريكية “التوازن فيما وراء البحار” وذلك من خلال تزايد التواجد الروسي عبر المحيطات/ البحار، في البحر الاسود والبلطيق وبحر ومضيق الكورال وشرق المتوسط.

– خلق فرص تعاون عسكري بحري مع الصين الشعبية ضد التهديد الأمريكي، في محاولة لجر الصين لتعاون عسكري مع روسيا ضد الولايات المتحدة والمعسكر الغربي ككل.

3- نلاحظ أن روسيا تعلن نفسها قوة بحرية عظمى ارتباطاً يطول سواحلها، إلا أنها غير قادرة على التنافس في المحيطات منفردة مع الولايات المتحدة. في الوقت الذي تحتاج فيه روسيا للتحالف مع دولة عظمى أخرى كالصين بل وإنشاء تحالف عسكري دولي قوي مع دول نووية، إسوة بحلف وارسو السابق ليجابه الناتو، وبما يمكن روسيا من التنافس الحقيقي مع الولايات المتحدة والغرب.

4- تلاحظ أيضاً إصرار تركيز روسيا بشكل أساسي على الموارد، وليس على تطوير التكنولوجيا المتفوقة، مما يجعل روسيا خارج منطقة التنافس الاستراتيچي العالمي الحقيقية في المستقبل.

الملاحظات الأخيرة والاستنتاجات تعبر عن رؤيتي الخالصة للموضوع.

المصادر:
– المصادر العلنية.
– مصادر خاصة.

دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل

Share:

administrator

PhD, MG(Ret.), Chairman IGSDA (UAE), Visiting Scholar in International Relations & International Security in several countries, (Egyptian)